المهندس نقولا داوود: "أستراليا توفر باقة متكاملة للمهاجر الجديد وجذوري الفينيقية هي سر نجاحي"

FB_IMG_1665620328083.jpg

الأستاذ نقولا داوود مع أبنائه وأحفاده

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

رحلة هجرات متعددة انتهى بها المطاف في أستراليا ليكمل منها الأستاذ نقولا داوود مسيرة حياته الحافلة والزاخرة بالإنجازات العمرانية والإنسانية والأدبية التي سنتعرف عليها في هذه الحلقة من بودكاست قصة هجرتي.


النقاط الرئيسية
  • أستراليا توفر باقة متكاملة للمهاحر الذي يبحث عن الإستقرار.
  • لمع اسم الأستاذ نقولا داوود في مجال البناء والعمران بين الجالية وفي كل استراليا.
  • رغم كل انشغالته، انغمس الأستاذ نقولا داوود في مجال الكتابة والعطاء الإنساني.
لم يجد الأستاذ نقولا سبيلاً لتحقيق ذاته وطموحاته في وطنه الأم لبنان بعد أن أضاع الكثير من الوقت في أوائل السبعينات سوى الهجرة، فكانت كندا هي الوجهة الأولى نظراً لوجود أقارب له هناك ولثقافته الفرنسية، الأمر الذي سهل عليه دخول الجامعة وإكمال دراسة الهندسة باللغة الإنجليزية لاحقاً.

حكمت ظروف العمل على الأستاذ نقولا بالعودة إلى منطقة الشرق الأوسط بعد أن حصل على عقد عمل في العراق لبناء الأهراء في البصرة، ولكن سرعان ما انتهى نتيجة الحرب العراقية الإيرانية. اضطر حينها السيد داوود إلى الانتقال إلى السعودية حيث عمل لمدة خمس سنوات.
FB_IMG_1665620360704.jpg
الأستاذ نقولا داوود مع والدته
ولكن بعد كل هذا الترحال من بلد إلى آخر، حان الوقت لدخول الأبناء إلى المدرسة فكان لا بد من الاستقرار في بلد معين، وبما أن خيارات العودة إلى الوطن الأم لم يكن وارداً، كانت أستراليا هي الوجهة نظراً لمناخها وسياستها الديموقراطية وتوفيرها الكثير من الفرص للتطور وتأسيس العائلة والحياة بهدوء.

عندما أتيت إلى أستراليا وجدت كل الإجابات التي أحتاجها، فالمهاجر يبحث دائماً عن باقة متكاملة للاستقرار وهذا ما توفره أستراليا.
على العكس الكثير من المهاجرين الجدد، لم تكن بدايات الأستاذ نقولا داوود محفوفة بالصعوبات كونها لم تكن الهجرة الأولى، كما أن وجود أفراد من العائلة وإلمامه باللغة الإنجليزية قد مهدوا الطريق لبداية لا تشوبها العقبات.

ويقول الأستاذ نقولا، "لا يمكنني الحديث عن صعوبات بل عن تسهيلات، فقد كنا محظوظون عند وصولنا إلى أستراليا بوجود جالية متمكنة من نفسها في هذا البلد والدولة لديها إجابات على كل المواضيع".
Screenshot_20221013_133704.jpg
السيد نقولا داوود في مسقط رأسه لبنان

كما كانت دراسة الهندسة والعمل في هذا المجال عاملين أساسيين لتسهيل الطريق على الأستاذ نقولا، حيث وجد بعد وصوله أن العديد من الشركات بحاجة إلى مهندسين ذوي خبرات عالمية.

لم يطل الأمر كثيراً حتى أسس نقولا مكتباً استشارياً هندسياً خاصاً به في الثمانينات، ومن هنا كانت الشرارة الأولى للانطلاق في عالم البناء والمقاولات حتى ذاع صيته في هذا المجال وأصبح على معرفة بمعظم المقاولين في أستراليا.

إن طبع الإنسان الشرقي يدفعه دائماً إلى تسلق السلالم، وأنا بطبعي الفينيقي القديم لم أقف عند حد معين، وكنت دائماً على استعداد لتحدي أي صعوبات فاستمريت في عالم المقاولات لمدة 32 عاماً بنجاح.
IMG-20221012-WA0013.jpg
ولكن عطاءات الأستاذ نقولا داوود لم تقتصر على مجال العمران فحسب، وعلى الرغم من أنه من الشائع أن الانغماس في مجال المال والأعمال يبعد الإنسان بعض الشيء عن الجوانب الإنسانية في الحياة، ولكن هذا ليس حال نقولا الذي أثقلته جراح وطنه النازفة على الرغم من بعد المسافات.

أسس الأستاذ نقولا مؤسسة "بلسم" عام 2019 ليبلسم البعض من جراح أبناء وطنه الأم لبنان الذي يتخبط في دوامة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

سبب تأسيس بلسم هو كثرة جروح الشعب اللبناني وإذا لم أعمل على تقديم البلسم لهم أشعر بتقصير كبير تجاههم لأن لا ذنب لهم سوى أنهم وُجدوا في هذه البيئة المنهارة.
وليس من المستغرب على إنسان يشعر بالتقصير رغم كل عطاءاته أن يكون متذوقاً للفكر والفلسفة والأدب. فالأستاذ نقولا انتهج درب الكتابة أيضاً وله العديد من الإصدارات الأدبية كان أولها عام 2017. ولكن مشواره الأدبي لم يكن وليد تلك اللحظة بل بدأ منذ سنوات طويلة، فهو من ورثة الرابطة القلمية التي أسسها عظماء من لبنان مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وكان قريباً جداً من النهضة الأدبية التي حصلت في العشرينات والثلاثينات.
FB_IMG_1665620382583.jpg
أحد إصدارات الأستاذ نقولا داوود
وعلى الرغم من سنوات الغربة الطويلة والمحطات المتعددة والبعد عن الوطن لبنان إلا أنه لا يزال يحيا داخله، وما زالت ثقافة التصميم والعناد إلى جانب ثقافة القناعة والعطاء الذين غرسوا داخله في أرض الوطن نبراساً يهتدي به ويهديه لأبنائه.

وفي ختام حديثه، نصح الأستاذ نقولا داوود المهاجرين الجدد بأن لا يستمعوا لمن يقول أنه لا يوجد فرص في أستراليا، بل الهناك الكثير من الفرص ولكن على الإنسان أن يحمل ثقافة جيدة ويقتنع بالموجود ويضع كل يوم حجر حتى يبني مبنىً عالياً في حياته.

يمكنكم الإستماع إلى اللقاء كاملاً في التدوين الصوتي أعلى الصفحة.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 

يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.

شارك