"المال الحلال": هل تفتح التكنولوجيا آفاقا جديدة للتعاملات المالية الإسلامية في أستراليا؟

Cheerful african muslim businesswoman using phone and smiling outdoors

اكتسبت الثورة الرقمية زخما خلال وباء الكوفيد وحاليا تغيّر التكنولوجيا الرقمية مشهد الخدمات المالية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص. Source: Moment RF / alvaro gonzalez/Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

أصبحت الخدمات الجديدة مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول سائدة في جميع المؤسسات المالية بما فيها المؤسسات الإسلامية.


وفقًا حالة الاقتصاد الإسلامي لعام 2022، نمى الإنفاق الإسلامي العالمي في عام 2022 بنسبة 9.1٪ ومن المتوقع أن يصل الإنفاق الإسلامي إلى 2.8 تريليون دولار أمريكي (أكثر من 4 تريليون دولار أسترالي) بحلول عام 2025.

اكتسبت الثورة الرقمية زخما خلال وباء الكوفيد وحاليا تغيّر التكنولوجيا الرقمية مشهد الخدمات المالية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص.

فقد أصبحت الخدمات الجديدة مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول سائدة في جميع المؤسسات المالية بما فيها المؤسسات الإسلامية.

ومن هنا جائت فكرة التطبيق الجديد الذي أطلقته في شهر يونيو الماضي شركة حجاز للخدمات المالية الإسلامية واسمته Halal Money.

"الأول من نوعه في أستراليا والعالم"

يقول هاكان أوزيون الرئيس التنفيذي للشركة ومؤسسها إن التطبيق هو "الأول من نوعه في أستراليا والعالم".

"يتميز تطبيق Halal Money بطبيعته الشمولية حيث يجمع جميع الخدمات التي قد يحتاجها المستخدم في تطبيق واحد."

وفقًا لتعداد مكتب الإحصاء الأسترالي لعام 2021، يوجد أكثر من 800 ألف مسلم في أستراليا وهو ما يشكل 3.2٪ من سكان البلاد.

عدد ليس بقليل من هؤلاء يرون أن مشاركتهم في النظام المالي وكيفية كسبهم للأموال وكيفية استثمارها يجب أن تحكمها قواعد الشريعة الإسلامية.
Hakan Ozyon.jpg
هاكان أوزيون الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الحجاز للخدمات المالية الإسلامية
وفق بعض الآراء الفقهية، تعتبر القروض القائمة على الفائدة ربا. ونتيجة لذلك، لا يتمكن العديد من المسلمين من الاستفادة من المنتجات المصرفية التقليدية مثل قروض الإسكان وحسابات التوفير التقليدية والودائع لأجل.

كما أن هناك محاذير على بعض أنواع المعاملات المالية مثل الاستثمار في الكحول والمقامرة ومنتجات لحم الخنزير، وكذلك الاستثمار في البنوك التي تقرض بالفائدة أو الشركات التي تستثمر في منتجات غير متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

لكن مطوري التطبيق "الفريد من نوعه" يرون أن أستراليا هي فقط البداية.

يقول أوزيون: "لقد قمنا بتطوير التطبيق هنا في أستراليا ولكننا نهدف إلى إيصاله إلى بقية العالم."

"نريد أن يصبح هذا التطبيق هو الذي يوحد المسلمين في جميع أنحاء العالم. لقد حصلنا على الإلهام من بعض التطبيقات الصينية التي يمكن للصينيين أن يستخدموها في أي مكان في العالم. نريد Halal Money أن يصبح Alipay العالم الإسلامي."

يقول أوزيون إن هدف الشركة القادم هو السوق الأوروبي والشرق الأوسط.

"لدينا ترخيص حاليا للعمل في الاتحاد الأوروبي وقدمنا للحصول على ترخيص للعمل في البحرين."
يتيح التطبيق للمستخدمين الإنفاق والاستثمار والتجارة وفقا لمعتقداتهم الدينية، كما يبسط الإدارة المالية، مما يتيح إجراء التحويلات والمعاملات بسهولة.

يقول أوزيون: "النسخ الجديدة من التطبيق سوف تمكن المستخدم من الاستفادة من كافة المنتجات البنكية بما في ذلك صناديق التداول الحلال (ETFs) للقيام باستثمارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية".

ولكن أوزيون يرى أن التطبيق الذي تم تنزيله ما يقرب من 10 آلاف مرة حتى الآن سيكون مفيدا لغير المسلمين أيضا.

"لدينا حوالي ثلاثة آلاف مستخدم نشط للتطبيق الآن من بينهم مستخدمين غير مسلمين وقد حصلنا على ردود أفعال إيجابية منهم هم أيضا."

"نتوقع أن يتم تنزيل التطبيق حوالي 50 ألف مرة في أستراليا بنهاية هذا العام ونتوقع ضعف هذا الرقم على المستوى العالمي."

شركة الحجاز للخدمات المالية الإسلامية تشهد نموًا مستمرًا منذ أن بدأت العمل في عام 2014.

عام 2019، كانت الشركة تدير أموال أكثر من 4000 عميل، وهو مبلغ في حدود 155 مليون دولار. الآن تدير الشركة أموال أكثر من 15 ألف عميل وهو ما يقدر بثلاثة مليار دولار أسترالي.

طلب متزايد على خدمات التكنولوجيا المالية

هناك طلب متزايد على منتجات وخدمات التكنولوجيا المالية وتحتاج الشركات إلى تقديم منتجات مالية جديدة متوافقة مع الشريعة الإسلامية والتي يمكن أن تساعد البنوك الإسلامية على أن تصبح أكثر كفاءة عند التعامل مع المعاملات المعقدة.

يشرح عمران لام رئيس التمويل الإسلامي في بنك أستراليا الوطني (NAB) كيف يقدم البنك خدمات التمويل الإسلامي للمصالح التجارية ولكبار المستثمرين فقط.

"نقدم التمويل بالأساس للمطورين العقاريين وللمدارس الإسلامية."

"نمنح الأموال لأولئك الذين يحتاجون إلى خمسة مليون دولار أسترالي أو أكثر."

لا يمكن لعملاء NAB في مجال التمويل الإسلامي استخدام التكنولوجيا الرقمية بعد ولكن عمران الذي عيّن في السابق من قبل وزير الخارجية في مجلس أستراليا-آسيان في وزارة الشؤون الخارجية والتجارة يرى أن دخول NAB مجال التمويل الإسلامي يعد في حد ذاته "تطويرا".

"نحن البنك الوحيد بين البنوك الأربعة الكبرى في أستراليا الذي يقدم خدمات تمويل إسلامية."

"نتعامل الآن مع المصالح التجارية فقط ولكن نطمح أن نقدم خدماتنا للأفراد في المستقبل. الجالية الإسلامية في أستراليا متنوعة ومعظمها في سن الشباب ولهذا يجب تطوير منتجات مالية وبنكية مبتكرة تسد احتياجات هذه الفئة."
Corp Photo 2021 (1).jpg
عمران لام رئيس قسم التمويل الإسلامي في البنك الوطني الأسترالي
يرى أوزيون أن التمويل الإسلامي قد قطع شوطا طويلا في أستراليا خلال السنوات الخمس الماضية ولكن ما زالت هناك حاجة للمزيد من العمل.

يقول أوزيون: "كان هناك بعض الشركات التي كانت تقدم خدمات التمويل الإسلامي منذ عشرة أو عشرين عاما ولكن كانت المنتجات المتاحة محدودة."

"لقد قاموا بما كان متاحا لهم في ذلك الوقت لأنه ليس من السهل تقديم منتجات جديدة في سوق لا يعرف فيه المنظمون الكثير عن تلك المنتجات مما يعني أنك تحتاج لتعليمهم."

"ستكون جميع منتجات التمويل الإسلامي متاحة في أستراليا قريبا جدا وهذا شيء مذهل إذا نظرنا إلى عدد الجالية المسلمة."

هناك حاجة لمزيد من الجهد

يرى لام أيضا أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد لخلق بيئة موائمة لدعم التمويل الإسلامي.

يقول عمران: "يجب على الحكومة تقديم المزيد من التسهيلات لجذب الاستثمارات الإسلامية من الخارج من خلال تغيير القوانين على سبيل المثال."

"دول مثل هونج كونج وسنغافورة غيرت قوانينها لجذب المستثمرين المسلمين. ما يحدث الآن هو أن أستراليا تخسر هؤلاء المستثمرين الذين يضخون أموالهم في الأغلب في سنغافورة."

بدأ التمويل الإسلامي في الظهور في السوق لأول مرة في التسعينيات من خلال عدد محدود من الخدمات، وخاصة برامج قبول الودائع وتمويل التجزئة.

واليوم، أصبح التمويل الإسلامي نظامًا ماليًا يمتد عبر القارات. التوسع يتركز في الأسواق الناشئة، وخاصة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ولكنه أصبح الآن أكثر انتشارًا في أوروبا والشرق الأقصى.
تم إنشاء أول بنك إسلامي في أستراليا عام 2022 وكان البنك يخطط للتقدم بطلب الاعتماد غير المشروط في منتصف عام 2024، وبعد ذلك كان سيمكنه فتح أبوابه للجمهور.

عند إنشاءه صرح البنك أنه كان لديه ما يقرب من 8000 عميل محتمل في قائمة الانتظار.

ولكن وبشكل مفاجيء في شهر مارس هذا العام، أعلن البنك الإسلامي الأسترالي عن قراره بالتنازل عن ترخيصه المصرفي لهيئة التنظيم الاحترازي الأسترالية (APRA).أرجعت المؤسسة القرار إلى صعوبات في تأمين رأس مال كافٍ لدعم الترخيص.

قالت APRA إنها وافقت على طلب البنك الإسلامي بإلغاء ترخيصه.

وقال البنك الإسلامي في بيان: "رغم أن هذه الأخبار قد تكون مخيبة للآمال، إلا أننا نود أن نؤكد لكم أن عزمنا لا يزال قويا كما كان دائما".

"يستكشف فريقنا بجدية خيارات مختلفة للتغلب على هذه الانتكاسة وتحديد أفضل مسار للمضي قدما."

 أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك