" المندائي محب للحياة والسلام": أسرار حكاية هجرة كبير المندائيين من العراق إلى أستراليا

Rishamma Haitham performing Pray.jpg

الريشما هيثم مهدي سعيد

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

قصة "الريْشَمَّا" أو رئيس الأمة في الطائفة المندائية في أستراليا فضيلة الشيخ هيثم مهدي سعيد هي حكاية تروى للحفاظ على الهوية وخدمة المجتمع.


الريشَّما هيثم مهدي سعيد، باحث أكاديمي ورجل دين مندائي عراقي أسترالي، كرس حياته لخدمة طائفته المندائية الإنسانية. يحمل خمس شهادات دكتوراه في الفلسفة والآداب، وثلاث رسائل ماجستير في حقول الفلسفة والآداب والعلوم اللاهوتية.
 
نشأ الريشما هيثم أو كما يطلق عليه بالمندائية "بريخا ناصورايا" في مدينة البصرة العراقية، في محلة الفيصلية "الجمهورية" قرب أحد الأنهار، حيث يعيش المندائيون هناك في مجتمع يتشربون فيه حب الأمة والحياة.
في حديثه مع إذاعة أس بي أس عربي قال الريشما هيثم مهدي سعيد: "ولدت عام1964، وأحببت العلم منذ نعومة أظفاري من والدي، الذي أمضى حياته معلمًا".

بحكم أن والده كان معلمًا، فقد أحب الريشما هيثم مهدي سعيد العلم، ونهل من منابعه المختلفة منذ صغره عبر مكتبة والده المنزلية، ما أهله لدخول المدرسة في سن السادسة أي أقل بسنة من السن القانوني لقبول الطلبة في المرحلة الابتدائية. 
Rishamma Haitham in Iraq.jpg
تخصص الريشما هيثم مهدي سعيد في اللغة العربية من جامعة البصرة عام 1985، وبحكم بحثه عن الحكمة منذ صغره، بدأ التعمق في العلوم الفلسفية، إذ لم يلتزم بالجانب الروحاني فقط، ولكن بالعلمي أيضًا.

وصف وضع المندائيين في العراق فترة السبعينات بأنه كان سيئًا، إذ بدأت المندائية حينها بالذوبان، لذلك عمل على إحيائها بين المندائيين وإحياء لغتها عبر تدوينها وتعليمها للصغار وتعزيز دور رجال الدين في المجتمع المندائي الصغير في العراق. 
LISTEN TO
Artwork that include Islamic and Aboriginal symbols image

صبا حكيم وزهراء علي تجمعان الفن الإسلامي والأبروجيني في أعمال فنية

SBS Arabic24

11/10/201906:17
رحلة انتقاله إلى أستراليا رغم إيجابياتها عليه وعلى أبناء الجالية المندائية، لكن هذه الهجرة أخرت حصوله على رتبة "الريشمَّا" لسنين عدة بسبب بعده عن المركز في العراق؛ إذ تولى تلامذته مناصب دينية أعلى، لكن عمله وكفاحه وصبره جاء بنتيجة عبر حصوله على رتبة "الريشمَّا" عام 2024. 
Rishanna Haitham With Assisstance.jpg
الانتقال من العراق إلى أستراليا في حياة الريشما هيثم، كان رحلة صعبة بسبب قيامه بالمطالبة بحقوق المندائيين في العراق في وضع اعتبره كان مجحفًا لهم في ذلك الحين.

لذلك هاجر في رحلة طويلة نحو أستراليا، ما جعله منذ ريعان شبابه يستغرق في خدمة المجتمع المندائي الأسترالي، في ظل بيئة أسترالية حاضنة لمجتمع متعدد الثقافات، ما عزز تواجد المندائيين بين مجتمعهم العراقي والعربي والأسترالي بمفهومه الأوسع. 
Rishamma Haitham with Family.jpg
لذلك يصف الريشمّا هيثم المجتمع المندائي بأنه "مجتمع صبور محب للحياة، فرغم ما مر به من صعوبات واضطهاد و مغادرة الوطن العراق، إلا أنه قام كمن يُبعث من الموت، فهم طائفة محبة للحياة والأصالة والسلام، ما جعلهم يستمرون في المجتمعات التي يحلون بها ويحتلون أماكن بارزة".

 تشمل اهتمامات بريخا ناصوريا بالإضافة للعلوم البحثية، علم الآثار خاصة لفائف المندائية، وشارك في أعمال تنقيبية في مواقع أثرية عدة.
Rishamma Haitham Graduation.jpg
كما قام بترجمة مخطوطات مندائية مختلفة منها كتاب نشره عام 1998، مع ماجد فندي المباركي وابنه برايان المباركي،هو نسخة مطبوعة كاملة من كتاب "كينزا ربا" باللغة المندائية. وهو مع علمه البحثي والديني، فنان له لوحات زيتية وأعمال نحتية على الخشب وأعمال فخارية شارك فيها في مدن عالمية عدة.

عن المندائي يقول الريشما هيثم مهدي سعيد "بأنه الباحث عن المعرفة، والحق والحقيقة، هو الإنسان المسالم ليس لنفسه فقط، بل ولغيره أيضًا".
RIshamma Haitham Brikha Nasoriaa in university.jpg
يذكر أن الريشما هيثم مهدي سعيد يجيد اللغات الإنجليزية، والعربية، المندائية، وعلى معرفة باللغات العبرية، السريانية، النبطية، السنسكريتية، والأكدية، وله مؤلفات وبحوث عدة منشورة في مجلات. ودوريات معروفة في مجالها.

استمعوا لتفاصيل أكثر عن حياة الريشما المندائي هيثم مهدي سعيد، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و

اشتركوا في  لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك