اليوم، نغوص في أحد أكثر المتاحف تميزًا وجمالاً في العالم - متحف الفن تحت الماء، أو Museum of Underwater Art ، الواقع قبالة ساحل كوينزلاند.
يعد المتحف الفريد معرضا يحتفل بالعلاقة بين الفن والطبيعة والإنسانية ومكانا تنبض فيه المنحوتات بالحياة مع الشعاب المرجانية، حيث يصبح المحيط معرضًا، وحيث يكون الغوص تجربة لا مثيل لها.
تأسيس المتحف
تأسس متحف الفن تحت الماء في ديسمبر 2019، وهو الأول من نوعه في نصف الكرة الجنوبي.
متحف الفن تحت الماء كان فكرة النحات البريطاني جيسون دي كايرس تايلور. وقد تم إنشاء المتحف بهدف مزج الفن والعلوم البحرية بجهود الحفاظ على البيئة.
كما يهدف المتحف أيضا إلى إثارة الحوار حول صحة محيطاتنا والحاجة الملحة لحمايتها.
تخيل أن تغوص في المياه الصافية للحاجز المرجاني العظيم، لتجد نفسك وجهاً لوجه أمام منحوتات جميلة تعمل أيضًا كنظم بيئية بحرية مزدهرة.
لماذا تم إنشاء متحف تحت الماء؟
زيادة الوعي بتدهور حالة المحيطات وتشجيع جهود الحفاظ عليها من خلال الفن أمر هام خاصة في ظل ما يواجهه الحاجز المرجاني العظيم، أحد أروع عجائب الطبيعة في العالم، من تهديدات كبيرة بسبب تغير المناخ والأنشطة البشرية.
يهدف المتحف إلى تسليط الضوء على هذه القضايا من خلال إنشاء مساحة يتشابك فيها الفن والطبيعة. تعمل المنحوتات، المصممة لتشجيع نمو المرجان، أيضًا كشعاب مرجانية اصطناعية، مما يساعد في استعادة مناطق الشعاب المرجانية التي تضررت.
يقع متحف الفن تحت الماء في موقع استراتيجي في قلب منتزه الحاجز المرجاني العظيم البحري، وينتشر عبر أربعة مواقع رئيسية: شعاب جون بروير، وجزيرة بالم، وجزيرة ماجنتيك، وتاونزفيل.
تم اختيار كل من تلك المواقع ليس فقط لمناظرها الطبيعية الخلابة ولكن أيضًا لأهميتها البيئية.
حيث يلتقي الفن بالمحيط
على الرغم من أنه قد يبدو صغيرًا مقارنة بالمتاحف التقليدية، إلا أن تأثير متحف الفن تحت الماء ليس صغيرا على الإطلاق.
يتوسع المتحف باستمرار، حيث تضاف منحوتات جديدة باستمرار.
تختلف المنحوتات نفسها في الحجم، من الأشكال التي تشبه الإنسان إلى الأعمال الضخمة المصممة لتوفير المأوى للحياة البحرية. ومع تطور المتحف، يتطور تأثيره أيضًا، مما يجذب المزيد من الزوار ويعزز مهمته في الحفاظ على البيئة البحرية.
LISTEN TO
مشوار إلى مراكش: المدينة التي تجمع عبق التاريخ وسحر الحاضر
SBS Arabic24
06/08/202409:25
المنحوتات في متحف MOUA ليست مجرد قطع فنية ثابتة؛ بل هي هياكل ديناميكية ومتغيرة باستمرار تتفاعل مع بيئة المحيط. خذ على سبيل المثال تمثال "Ocean Siren" بالقرب من تاونزفيل، والتي تتغير ألوانها استجابة لدرجة حرارة المياه.
هذا التمثال هو تذكير بصري قوي بتأثيرات تغير المناخ، حيث تعكس ألوانه المتغيرة صحة الشعاب المرجانية.
أحد القطع البارزة أيضا في المتحف هي Coral Greenhouse، والتي تحتوي على أكثر من 20 "بستانيًا للشعاب المرجانية". هذا التركيب ليس مذهلًا بصريًا فحسب، بل إنه أيضًا بمثابة موطن للحياة البحرية.
هذه المنحوتات مصنوعة من مواد محايدة للحموضة تشجع نمو المرجان، وتمتزج بسلاسة مع البيئة الطبيعية بمرور الوقت. تحكي كل قطعة قصة، من الترابط بين البشر والطبيعة إلى هشاشة أنظمتنا البيئية البحرية.
من يستطيع زيارة المتحف؟
متحف الفن تحت الماء مفتوح للجميع، لكن زيارة هذا المتحف الفريد من نوعه هي مغامرة في حد ذاتها.
لخوض تجربة MOUA بالكامل، يجب أن تكون لديك قدرة على الغوص.
Ocean Sentinels, Aliah Banchik Credit: @aliah.in.waterland
على عكس المتاحف التقليدية، فإن متحف الفن تحت الماء مفتوح دائمًا.
فالمحيط هو معرضه، والمد والجزر هو ساعته. ومع ذلك، فإن الوصول إلى المتحف يعتمد على الظروف الجوية وتوافر الجولات، لذا يوصى بحجز زيارتك مسبقًا من خلال أحد منظمي الرحلات المحليين.
يمكنكم خلع بدلات الغوص الآن ولكن عليكم التفكير في علاقتنا بالمحيط والتأثير الذي نخلفه عليه.
من خلال الجمع بين الفن والعلم بهذه الطريقة العميقة، يخلق متحف الفن تحت الماء جمالا تحت الأمواج ويلهمنا أيضًا لحماية المحيطات والحياة البحرية.
