جوليا غيلارد: رئيسة الوزراء التي غيّرت وجه أستراليا ولقّنت درساً لـ "كاره النساء"

JULIA GILLARD CEDA CONFERENCE

Prime Minister Julia Gillard arrives to deliver a speech at the Committee for Economic Development of Australia conference at Parliament House in Canberra, Monday, June 24, 2013. Ms Gillard made comments about Australia's economic fundamentals being strong. (AAP Image/Lukas Coch) NO ARCHIVING Credit: AAPIMAGE

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

فتش عن المرأة أو Cherchez la femme.. مقولة فرنسية شهيرة تعني فيما تعني أن كل حدث في العالم وراءه امرأة.. وفي الغالب بالمعنى السلبي. لكننا سنغلّب الجانب الإيجابي من هذا القول، الذي ينطبق على امرأة أسترالية قلبت المقاييس في السياسة كما في المساواة بين الرجل والمرأة، ودخلت التاريخ بمقولة أخرى لا تقل شهرة لدى الأستراليين. تابعونا لنرى ماذا قالت.. ولمن قالت.


عندما عاد الأب من العمل كان سعال الطفلة يملاً الغرفة. هو ممرض.. ويعرف خطورة الالتهاب الرئوي. كان قد اتخذ قراره. سيأخذ بنصيحة الطبيب ويهجر بلاده التي يحب إلى أرض أقل صقيعاً علها تشفي ابنته.

فكأن الفتاة التي ستقود يوماً أستراليا، قادت عائلتها الصغيرة، بدون علمها، نحو حياة ستغير وجه وطنها الجديد بطرق لم يكن أحد ليتخيلها ذلك اليوم. اسم الطفلة جوليا غيلارد. وهذه قصتها.
لزعيم المعارضة أقول.. لن أتلقى محاضرات حول التحيز الجنسي وكراهية النساء من هذا الرجل. لا لن أفعل. ولن تتلقى الحكومة محاضرات حول التحيز الجنسي وكراهية النساء من هذا الرجل. لا اليوم، ولا في أي يوم
هذا ما قالته جوليا غيلارد.. المرأة الأولى والوحيدة التي تتولى منصب رئيس وزراء أستراليا، وهي توبخ زعيم المعارضة يومها توني أبوت تحت قبة البرلمان.
QUESTION TIME
Prime Minister Julia Gillard speaking during House of Representatives question time at Parliament House Canberra, Wednesday, June 26, 2013. (AAP Image/Alan Porritt) NO ARCHIVING Credit: AAPIMAGE

خطابها هذا الذي سيدخل التاريخ لم يأت بالصدفة. سبقته حياة لا تقل نبوغاً بدأت في بريطانيا العظمى.. وأصبحت أكثر عظمة في واحدة من مستعمراتها السابقة، أستراليا. فلنعد إلى الحكاية من البداية.

جنوب أستراليا.. الولادة الحقيقية

في جنوب أستراليا استقرت عائلة غيلارد عام 1966. مناخ أديلايد الدافئ لاءم جوليا فتحسنت صحتها.

موهبتها كقائدة كانت تنمو هي الأخرى وتتخذ أشكالاً مختلفة.

أثناء دراستها في الجامعة، أصبحت رئيسة اتحاد الطلاب الأستراليين وتخرجت بدرجة في القانون وأخرى في الفنون.

حياتها كمحامية كانت مؤشراً على ما ينتظرها من نجاح.

في الشركة حيث عملت، سرعان ما أصبحت من الشركاء. وهو شرف لا يمنحه مكتب محاماة إلا للمتوفقين في صفوفه.

لكن السياسة كانت تناديها. وفيها ستخلّد اسمها.

طموح بلا حدود

الشابة الطموحة لا يوقفها شيء. عام 1996، وهي لم تتجاوز الخامسة والثلاثين، أصبحت رئيسة موظفي جون برامبي، قائد المعارضة العمالية في فيكتوريا.

بعدها بعامين، غيلارد تدخل البرلمان نائبة عن مقعد Lalor .. أيضاً في فيكتوريا.

بعد انتخابات 2001 الفدرالية أصبحت وزيرة في حكومة الظل.

لكن جوليا لم تعتد أن تكون في الظل.
LOCAL GOVERNMENT AWARDS
The Leader of the House Anthony Albanese, Attorney-General Mark Dreyfus, Prime Minister Julia Gillard and Treasurer Wayne Swan arrive to attend the Australian Council of Local Government Awards dinner at Parliament House in Canberra, Sunday, June 16, 2013. (AAP Image/Lukas Coch) NO ARCHIVING Credit: AAPIMAGE
في كانون الأول/ديسمبر 2006 أصبحت نائبة لزعيم العمال حينها كيفن راد.

وبعد فوز الحزب في انتخابات 2007، نائبة لرئيس الوزراء.

لكن التي لم تقبل أن تكون في الظل، لن تكون ظلاً لأحد.. حتى لو كان.. رئيس وزراء أستراليا.

الخطوة الأولى نحو القمة

مع تراجع شعبية الحكومة العمالية وتململ أعضائها أنفسهم من طريقة عمل كيفن راد، وجدت جوليا فرصتها الذهبية لتتصدر المشهد وتخطف الأضواء.
في 24 حزيران/يونيو 2010 تحقق حلمها، ومعها حلم نساء كثيرات في أستراليا
بعد حركة احتجاجية من داخل الحزب كانت أشبه بالانقلاب، اضطر كيفن راد للاستقالة ووجدت جوليا غيلارد نفسها تنافس منفردة، وبدون منازع، على مقعد رئيس الوزراء. في اليوم نفسه كان المنصب من نصيبها.

لكن المشهد الذي يلي تلك اللحظة التاريخية، لن يكون أقل مدعاة للدهشة، وللفخر.

تاريخ تكتبه.. امرأتان
يوم السابع عشر من تموز/يوليو 2010.. كوينتن برايس، أول امرأة تتولى منصب الحاكم العام في أستراليا، تنصّب جوليا غيلارد، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في أستراليا.

تاريخ كتبته امرأتان في يوم واحد.

لكن التاريخ سيُكتب من جديد بعد أقل من شهر.

غيلارد ظلت تقيم في شقتها المتواضعة رافضة الانتقال إلى المقر الرئيسي لرئيس الوزراء في كانبرا الذي يُعرف بالـ Lodge قبل أن تكون قد استحقت اللقب.. وبمباركة الناخب الأسترالي.

لذلك دعت لانتخابات مبكرة في 21 آب/أغسطس أوجدت أول برلمان معلّق في تاريخ أستراليا منذ عام 1940. ومصطلح معلّق يعني أن أياً من الأحزاب الرئيسية لم ينل الأغلبية في البرلمان.
لكن غيلارد التي نجحت بالحصول على دعم حزب الخضر وثلاثة نواب مستقلين كان لها الكلمة الأخيرة.. فشكلت حكومة أقلية. وظل غريمها الذي ستصفه لاحقاً بكاره النساء، توني أبوت، في مقعد المعارضة.

الشهد والدموع

مع حكومة غيلارد، تحوّل وجه أستراليا في جوانب عديدة.

رغم فضائح مالية عكّرت فترة حكمها، ستُعرف غيلارد دائماً بكونها رئيسة الوزراء التي أعطت لأستراليا NDIS أو برنامج التأمين الوطني لذوي الإعاقة.. والشبكة الوطنية للإنترنت NBN.

مسيرتها الحافلة بالتحديات لم تخلُ من المرارة. أخصامها كثيراً ما عيّروها: أنت غير متزوجة.

وعندما قدمت اقتراحاً يخص العائلات قالوا لها: وما أدراك بهموم العائلة الأسترالية.. ليس لديك أطفال.

صراحتها وجرأتها تخطيا كل الحدود وشكلا صدمة عندما أعلنت في مقابلة إذاعية بأنها ملحدة.
LISTEN TO
Everything Australian_Ep1.mp3 image

بدأ مع الأسطول الأول ولم ينته مع المستعمرة الأولى: هذه قصة "يوم أستراليا"

SBS Arabic24

25/01/202409:10
لكنها ومع ذلك.. تركت أثراً لا يُنسى لدى الملايين من الأستراليين.

للمهاجرين، أصبحت مصدر إلهام كأول رئيسة وزراء غير مولودة في أستراليا.

للنساء، هي بالأمس واليوم وفي كل يوم.. القدوة والنموذج والحلم بالمركز الأول الذي لم يعد حكراً على الرجال بإرادة نساء مثل جوليا غيلارد.

استمعوا إلى حكاية جوليا غيلارد بصوت سيلفا مزهر في الرابط الصوتي بأعلى الصفحة.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك