"هناك تهميش للمحجبات في صناعة الأزياء": مصممة عربية تسعى لتقديم ملابس عصرية محتشمة

Safaa.jpg

صفاء علي Credit: Supplied by صفاء علي

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

يتم استيراد ما يقرب من 75 في المائة من الملابس الأسترالية من الصين.


النقاط الرئيسية:
  • أدركت صفاء علي أن انشاء مصلحة تجارية صغيرة في مجال صناعة الملابس في ظل منافسة المنتجات المستوردة ليس بالأمر الهين
  • يتم استيراد ما يقرب من 75 في المائة من الملابس الأسترالية من الصين
  • أدت الإغلاقات المتكررة إلى اضطرابات مالية لدى صناع الملابس المحليين خاصة أصحاب المصالح التجارية الصغيرة
"يمكن للمرأة أن تكون محجبة وأنيقة في نفس الوقت."

بدأ اهتمام صفاء علي بالأزياء والموضة منذ طفولتها ولكنها لم تتخذ خطوات جادة نحو دراسة الموضة وتصميم الأزياء والعمل بشكل احترافي إلا بعد انقضاء سنوات دراستها الجامعية.

حب صفاء لتصميم الأزياء دفعها إلى ترك دراساتها العليا في مجال الإقتصاد والتوجه نحو دراسة الموضة وتصميم الملابس.

تعاونت صفاء مع إحدى العلامات التجارية التركية في تصميم مجموعة من ملابس خاصة بالمحجبات وبدأت في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي في عرض أفكارها وتصاميمها.

ولكن عندما حاولت تحويل حلمها إلى حقيقة بعد وصولها إلى أستراليا عن طريق طرح أول مجموعة أزياء خاصة بها اكتشفت المصاعب التي تواجه المنتجين المحليين.

"تكلفة الإنتاج مرتفعة جدا سواءا التكلفة المادية للخامات المستخدمة في الإنتاج التي لا تتوفر بأسعار الجملة أو التكلفة في الوقت."
أدركت صفاء أن انشاء مصلحة تجارية صغيرة في مجال صناعة الملابس في ظل منافسة المنتجات المستوردة ليس بالأمر الهين.

"يمكن أن أصمم قطعة ملابس مميزة وأن أقضي ساعات في خياطتها وفي النهاية ستفشل عند أول تحدي مع منتج مستورد بنصف أو ثلث السعر. سيشتري المستهلك المنتج الأرخص في النهاية."

يتم استيراد ما يقرب من 75 في المائة من الملابس الأسترالية من الصين. ووفقا لبيانات التجارة الصادرة عن الأمم المتحدة يتم تصنيع أربعة في المائة فقط من الملابس المباعة في أستراليا محليًا والكثير منها مصنوع باستخدام الأقمشة والخيوط الصينية.

يأتي حوالي 80 في المائة من الملابس الداخلية للرجال و 90 في المائة من المناديل القماشية وما يصل إلى 98 في المائة من بعض فئات الأقمشة القطنية من الصين.

أظهر وباء الكورونا مدى اعتماد أستراليا على الإستيراد خاصة من الصين في قطاع الملابس. كما أدت الإغلاقات المتكررة إلى اضطرابات مالية لدى صناع الملابس المحليين خاصة أصحاب المصالح التجارية الصغيرة.

وفي ظل هذا ظهرت دعوات تقول أن دعم المنتجين المحليين في قطاع الموضة وصناعة الأزياء أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.

ولكن هل تلك الدعوات واقعية؟ وهل هناك مستقبل لصناعة الملابس والأزياء في أستراليا في ظل منافسة المنتجات الرخيصة المستوردة؟
تقول صفاء: "صناعة الموضة في أستراليا متأخرة للغاية. معظم صيحات الموضة تصل هنا متأخرة."

ترى صفاء التي قضت معظم سنين حياتها في إحدى دول الخليج ان غلاء تكلفة المعيشة في أستراليا قد يكون السبب في توجه المستهلكين إلى المنتجات المستوردة الرخيصة عندما يتعلق الأمر بشراء الملابس.

"الدخل في أستراليا ليس مرتفعا بما يكفي. ويضاف إلى هذا ما تتكلفه الأسر من أموال لدفع الإيجار أو أقساط المنزل. بالطبع ما يتبقى لا يكفي لشراء قطع ملابس مرتفعة أو حتى متوسطة السعر."

"نحن أيضا جزء من المجتمع"

لاحظت صفاء أن معظم ملابس المحجبات المتوفرة في أستراليا تتسم بالتقليدية وعدم محاولة دمج ما هو عصري وأنيق مع ما يتطلبه ارتداء الحجاب من احتشام.

تقول صفاء أن انتاج الملابس بشكل محلي قد يساعد على تصميم وانتاج ملابس تتناسب مع احتياجات قطاعات متنوعة من المستهلكين وخاصة فئة المحجبات التي قد يكون لديها متطلبات محددة في شكل الملابس وتشرح كيف أن سوق الملابس المحتشمة ليس قاصرا على المحجبات فقط.

"نحن نرى عارضات بأجسام وألوان بشرة مختلفة في حملات تسويق المنتجين المحليين ولكننا من النادر أن نرى عارضة محجبة. نحن أيضا جزء من المجتمع ونريد أن نرى أنفسنا ممثلين في المواد الدعائية."

تقول صفاء أن أحد الدوافع وراء محاولتها انتاج ملابس للمحجبات محليا كان شعورها أن هناك ما تسميه "تهميش" للمحجبات في صناعة الأزياء والموضة الأسترالية.

في تقرير حديث وصف مجلس الأزياء الأسترالي (AFC) هذا بأنه "وقت حرج بالنسبة لصناعة الأزياء والمنسوجات الأسترالية" والتي تساهم بأكثر من 27 مليار دولار في الاقتصاد المحلي وتوظف ما يقرب من 500000 شخص.

كما أوضح التقرير أنه خلال الوباء ارتفعت تكاليف ادارة المصالح التجارية بنسبة 14 في المائة بسبب الإضطرابات سلاسل التوريد وصعوبة الحصول على الأقمشة والمواد الخام من الخارج.

بعد أن أكملت صفاء مجموعتها وطرحتها بما يقرب من سعر التكلفة لم تلقى الرواج الذي كانت تتوقعه.

"معظم التعليقات التي تلقيتها كانت حول ارتفاع أسعار قطع المجموعة وهذا الأمر ليس بيدي بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج. انتهى بي الحال إلى الإحتفاظ بتلك القطع لنفسي."

قامت صفاء بمحاولة تصميم الأزياء الخاصة بها وتصنيعها في الخارج ولكنها اكتشفت أن التكلفة ستكون كبيرة لأنها ستحتاج إلى طلب كميات كبيرة جدا لتستفيد من الأسعار المخفضة. هذا بالإضافة إلى تكلفة الشحن.

تركز صفاء الآن اهتمامها بشكل كبير على نشاطها على وسائل التواصل الإجتماعي حيث لديها آلاف المتابعين. تقوم العلي بشراء قطع الملابس ذات الأسعار المعقولة وتعمل على تنسيقها مع قطع أخرى بأشكال متنوعة لإعطاء أفكار ملابس غير تقليدية لمتابعيها.

"هناك قطع متوفرة ومعقولة السعر في السوق الأسترالي ولكن ليس لدى كل الناس القدرة على تخيلها كجزء من طقم ملابس متكامل. أقوم بتنسيق تلك القطع بأشكال مختلفة لأعطي المتابعين أفكار جديدة.

كثيرا ما نفتح الخزانة ونشعر أن ليس لدينا ما نرتديه. لن يكون الحال كذلك إذا عرفنا كيف نقوم بتنسيق القطع بطرق متنوعة."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

 








شارك