ترجمة جديدة في مئوية "النبي": "توفي جبران ذات يوم وما زال يولد كل يوم"

Gibran Khalil Gibran

Gibran Khalil Gibran's epitaph on the walls of his museum in his hometown Besharre “I am alive like you, and I am standing beside you. Close your eyes and look around, you will see me in front of you.”

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

سكب جبران خليل جبران عصارة روحه وفكره في كتاب "النبي" عام 1923 وكأنه به يحاكي الأجيال جيلًا بعد جيل. كيف نقل الشاعر اللبناني هنري زغيب روح "النّبي" بأمانة في ترجمة جديدة احتفاءً بالمئوية؟ وهل باتت بشري، موطن قلب جبران، حاضرة لعرس الكلمة في متحف بات أشبه بصومعة جبرانية؟


النقاط الرئيسية
  • يُحتفى بمرور مئة عام على صدور كتاب "النبي" لجبران خليل جبران في عام 1923 والذي ترجم إلى ما يصل إلى 110 لغة
  • صدر كتاب "النبي" بترجمة جديدة للشاعر اللبناني هنري زغيب في طبعة فنية خاصة في منشورات مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية
  • أضاء رئيس لجنة جبران الوطنية الأستاذ جوزيف فنيانوس على النشاطات الاحتفالية في هذه الذكرى بدءًا من خطوات عديدة لتطوير المتحف وصولًا إلى معرض نيويورك
رحل جبران خليل جبران، ولكنه لم يرحل، إذ بات أكثر حضورًا في كتاب "النبي".

في لبنان الذي اختاره جبران وطنًا، طال الحديث عن خليل الكلمة الذي عرف بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير، فاستهل الشاعر هنري زغيب حواره بتسليط الضوء على عبقرية هذا الفيلسوف والفنان والكاتب الذي ما زال فكره يحاكي إنسان اليوم كما الأمس البعيد.

يقول زغيب:
جبران كتب النبي في رؤية المستقبل وليس الحاضر، أي عام 1923 سنة صدوره
النبي الذي كتبه جبران على مراحل ونشره في عمر الأربعين، سبق به عصره وزمنه وكشف من خلاله عن ملامح عبقرية واستنارة لن تحتاج إلى تراكم السنين فأغمض عينيه في عمر الثمانية والأربعين مشبعًا من تجلّي الكلمة ومخاطبًا الروح الإنسانية في كل مكان وزمان.

عن سر عبقرية جبران يقول زغيب: "عبقرية جبران لا تقاس بالسنوات بل هي مطبوعة في جيناته، وهل يمكن أن نسأل ما سر عبقرية البلبل حين يغرّد؟".
Henry Zoghaib
Lebanese Poet Henry Zoghaib speaks to journalist Petra Taok on his new published translation of Gibran Khalil Gibran's "The prophet"
يوضح زغيب أن جبران أبحر في كتابة النبي في عمر مبكر فكان الإبحار الأول باللغة العربية وبعض المخطوطات تؤكد ذلك.

جبران الذي تفتحت عبقريته منذ الطفولة، إذ بدأ بالنشر عام 1904 في مطلع العشرينات في جريدة "المهاجر"، اختار في بادىء الأمر "النصائح" عنوانًا ثم انتهى باختيار "النبي" بالتشاور مع ماري هاسكل.

يقول زغيب:
كتب النبي لجيله وللأجيال المقبلة وهنا تكمن عبقرية جبران غير العادية
وحول رمزية أورفليس التي غادرها المصطفى ولها سكب استنارته يجيب زغيب: "أورفليس هي نيويورك والسنة الثانية عشرة تؤكد ذلك".

يضيف زغيب، "أما الشرق الذي ستبحر نحوه سفينة المصطفى فيمثل الحنين الدائم إلى لبنان".
Gibran Khalil Gibran
The face of the "Prophet" by Gibran Khalil Gibran.
تابع زغيب قائلًا: "ترك جبران بوسطن واستقر في نيويورك سنة 1911 وكتب "النبي" بعد 12 سنة وبذلك فإن أورفليس التي يغادرها النبي هي نيويورك".

ترجمة جديدة لمن ستحمل به امرأة جديدة

لا يوافق الشاعر هنري زغيب على أن الترجمة هي خيانة للأصل إن كان المترجم ملمًّا بلغة الأصل ولغة الترجمة ويرى في ترجمته لكتاب "النبي" أمانة لروح جبران ولمعنى المعنى:

"ترجمتُ النبي على مراحل ثلاث بدءًا من المعنى الحرفي إلى "معنى المعنى" وصولًا الى مرحلة بلورة وتنصيع النص العربي في أمانة لروح النبي".

توقف زغيب عند أمثلة عدّة تؤكد أهمية ما حملته الترجمة الجديدة لروح النبي، إذ على سبيل المثال لا الحصر، في خاتمة النبي، خطبة الوداع، قال جبران "هنيهةً بعد فوق الريح وتحبل بي امرأة جديدة" وليس "تلدني امرأة أخرى" كما ورد في الترجمة المعتمدة سابقًا.
Gibran Khalil Gibran
Gibran Khalil Gibran at the age of 15
جبران الذي أغمض عينيه في العاشر من نيسان/ابريل عام 1931، حاضرٌ أبدًا في كلمته. في هذا السياق يقول زغيب: "توفي جبران ذات يوم ولكنه ما زال يولد كل يوم".

زغيب الذي زار استراليا وحاضر في أهم جامعاتها، توجه الى أبناء الجالية العربية فيها قائلًا: "تمسكوا بلبنان الوطن لا الدولة وجذور لبنان متينة كأرزه في وجه العواصف".

بشري تحتفل بجبرانها

كان لا بد من زيارة موطن قلب جبران بشري التي طبع فيها وزفّها عروس كلماته وهناك كان اللقاء المطوّل مع رئيس لجنة جبران الوطنية الأستاذ جوزيف فنيانوس في حضرة "النبي" في صومعته حيث أغمض عيني الجسد ليفتح في كل زائر من حول العالم أنوار الكلمة في متحف جبران.

جبران الذي طبع في بشري ورسمت معالم شخصيته فيها حتى مغادرتها، بالجسد فقط، في الثانية عشرة من العمر، اختارها موطن قلبه.
Gibran Khalil Gibran
President of Gibran National Committee Mr. Joseph Finianos speaking to journalist Petra Taok in Besharre.
يقول فنيانوس: "بدأ الاستعداد لمئوية النبي عام 2019 من أجل تطوير متحف جبران ولكن الأزمات المتتالية في لبنان وجائحة كوفيد عرقلت سير خطة العمل".

"انطلق تعاون مع مؤسسة ألفريدو حرب حلو التي أرسلت خبراء من المكسيك لدراسة كيفية تطوير المتحف وفق المعايير العالمية".

"استعادت لجنة جبران نشاطاتها عام 2021 في معرض في الشارقة ثم انتقل المعرض الى نيويورك في عرضين مستقلين".
MicrosoftTeams-image (2).png
The centenary of "The prophet" for Gibran Khalil Gibran
سلّط فنيانوس الضوء على التعاون المتبادل مع السفارة البلغارية التي وضعت آلة حفظ للكتب في خدمة المتحف وجبة بشري لتأهيل عدد كبير من الكتب التي قرأها جبران.


جبران الذي اختار ألا يحد إبداع المتلقي، لم يعط اسمًا لأي قطعة من لوحاته ليترك البوح في سر اللوحة لقاء حميمًا بين الفن وكل متذوق للفن.

في هذا الإطار يقول فنيانوس: "يتم تأهيل عدد من الكتب التي قرأها جبران وكتب على هوامشها بخط يده، بالإضافة الى جعل زيارة المتحف خبرة رائدة من خلال الشروحات التي وضعت لتقود الزائر الى العالم الجبراني".

وحول مشاعره في هذه السنة المئوية يقول فنيانوس:
أشعر بالفخر والامتنان. كم أن الله يحبني لأكون في هذا الموقع أتحدث عن جبران في مئويته
وختم قائلًا: "لبنان الوطن الأعظم هو وطنك، ولكن بشري هي موطن قلبك يا جبران".

إن كانت أورفليس هي لبنان اليوم كيف كان ليتوجه جبران اليها؟

الإجابة في الملّف الصوتيّ أعلاه.

 "Good Morning Australia" من الإثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

LISTEN TO
George Khabbaz image

"أرحل من ذاتي إن رحلت عن لبنان": ما الذي يبوح به جورج خباز لأس بي أس عربي24؟

SBS Arabic24

17/08/202319:47

شارك