محاكمة الجندي الأسترالي روبرتس سميث بجرائم قتل في أفغانستان: بطل حرب أم "مجرم حرب"؟

استمع أحد القاضيين خلال محاكمة الجندي بن روبرتس سميث إلى شاهد رئيسي يدعي أن ضابط القوات الخاصة كان له دور فعال في عمليتي إعدام في أفغانستان.

Ben Roberts-Smith arrives at the Federal Court in Sydney, Thursday, 3 February, 2022.

Ben Roberts-Smith arrives at the Federal Court in Sydney, Thursday, 3 February, 2022. Source: AAP

أفاد الشاهد والذي هو جندي بالقوات الخاصة أن ادعاءه بشأن سميث لا علاقة له بمحاولته التستر على أخطائه خلال فترة الحرب في أفغانستان.

هذا وقد ذكر الشاهد الذي لا يزال في الخدمة، والمعروف باسم الشخص 41، في مهمة في أفغانستان في عام 2009، إنه رأى سميث وضع شخصا أفغانيًا أعزل تحت أقدام جندي مبتدئ آخر وقال له "أطلق النار عليه".

وبضغط من محامي روبرتس سميث يوم الخميس، نفى الشاهد أن الرواية حول الهجوم الذي تم تنفيذه على مجمع لحركة طالبان والذي أطلق عليه العملية (ويسكي 108) كانت مجرد قصة ملفقة، وقال المحامي للشاهد "لقد قمت بذلك لتهدئة أعصابك، لأنك لم تتمكن من القيام بواجبك في ذلك اليوم كجندي أسترالي".

يأتي هذا الادعاء بعد أن اعترف الشاهد بأنه "خائف" ولم يرغب في دخول نفق وجده الجنود في المجمع قبل دقائق من الهجوم.
قال المحامي للشاهد، مستخدماً أسماء رمزية للجنود الواقفين بجانب الشخص 41 عند مدخل النفق: "أنت تكذب على نفسك بشأن ما حدث في ذلك اليوم للتستر على حقيقة أنك خائف وابتعدت عن الأشخاص 29 و35".

أجاب الشاهد: "لا، لم يحدث ذلك".

قال الشخص 41 إنه غادر لتفقد غرفة أخرى، وليس لأنه كان خائفًا.

هذا وقد تمسك الشاهد بشهادته التي أدلى بها يوم الأربعاء بأنه بعد الإعدام الأول، دفع روبرتس سميث رجلاً أفغانيًا أعزل أرضًا، وقلبه على بطنه وأطلق النار عليه قبل أن يسأل الشخص 41 "هل أنت على ما يرام الآن؟".

وقال الشاهد ردا على ذلك "قلت: نعم، لا تقلق، يا صديقي".

وأشار محامي المدعي إلى أن هنالك تناقض مع شهادة سابقة جاء فيها قول الشاهد "لا مشاكل" وليس "لا قلق".

وتابع المحامي في استجوابه للشاهد منفعلا “أنت تختلق هذا، أليس كذلك؟ أنت غير قادر على التمييز بين الحقيقة والخيال، أليس كذلك؟".

أجاب الشاهد "غير صحيح".
Ben Roberts-Smith arrives at the Federal Court in Sydney on Monday, 7 June, 2021.
Ben Roberts-Smith arrives at the Federal Court in Sydney on Monday, 7 June, 2021. Source: AAP
يقاضي روبرتس سميث، وهو من بين قلة من العسكريين الحاصلين على ميدالية فيكتوريا كروس للشجاعة والشرف في القوات المسلحة، ثلاث صحف في المحكمة الفيدرالية، زاعمًا أنه تعرض للتشهير بشكل غير قانوني في مقالات زعمت أنه ارتكب جرائم حرب في أفغانستان.

 من جانبها، شنت تلك الصحف دفاعا كبيرا عن مقالاتها فيما وصفته بالدفاع عن الحقيقة.

هذا وقد استؤنفت القضية في المحكمة الاتحادية بعد ستة أشهر من تأجيلها بسبب الجائحة.

من ناحيته، نفي سميث العريف المتقاعد بسلاح الخدمة الجوية الخاصة (SAS)، والبالغ من العمر 43 عامًا، انتهاك أي قواعد للاشتباك أثناء وجوده في أفغانستان.

وعند الإدلاء بشهادته في وقت سابق من المحاكمة، نفى على وجه التحديد ادعاءات قيامه بإعدام أي شخص، قائلاً إن القتل الأول لم يحدث مطلقًا وأن القتل الثاني كان في الواقع أثناء اكتشافه لشخص معتدي وأطلق النار عليه خلال اشتباك عسكري.

قال الشاهد في يوم الخميس إن الإعدام الأول تسبب له بالذنب "إلى حد ما" والعار لكنه " يحاول تجاوز الماضي"، ولم يثر أي من الحادثتين مع أي شخص حتى عام 2020.

كان ذلك على الرغم من الشكوى لقائد دوريته خلال دوريته الأولى في أفغانستان - ووفقا لما قاله محامي المدعي - قدم الشاهد لاحقًا استمارة بها "شكوى" موجهة لأعلى ضابط في سلاح الخدمات الجوية الخاصة SAS "بشأن عدم اتخاذ قرارات منطقية" خلال الدورية الاستطلاعية.

وشهد الشخص 41 يوم الخميس "سبب عدم (الشكوى من عمليات الإعدام) هو أنني كنت أرغب في الاحتفاظ بعملي ولم أرغب في أن أكون الشخص الذي يتحدث عن المشاكل".

وقال إنه يعتقد أن ساق صناعية استخدمت ككأس للشراب في حانة بقاعدة سلاح الخدمات الجوية الخاصة تنتمي للرجل الأفغاني الذي قام سميث بإعدامه.

لكن هذا الاعتقاد لم يمنع الشخص 41 من الانضمام إلى عدة جنود في الشرب.

وقال الشاهد "إنه شيء لم يكن يجب على فعله، لقد كان نوعًا من الكوميديا السوداء وكان الجميع معًا".

وافق الشاهد على أنه كان في دورية عام 2012 على صلة بجريمة حرب مختلفة مزعومة، أطلق عليها اسم "عملية الجرار"، لكنه نفى أنه قلق بشأن أي شيء فعله في ذلك اليوم.

وتستأنف المحاكمة يوم الجمعة مع شاهد جندي أسترالي آخر.

شارك
نشر في: 4/02/2022 12:00pm
تقديم: Ramy Aly
المصدر: AAP, SBS