News in Brief

إدانة دولية واسعة للقصف الإسرائيلي لمخيم النازحين في رفح ونتانياهو يصف الضربة بـ "الحادث المأسوي"

قتل 45 شخصاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين، في ضربة إسرائيلية استهدفت الليلة الماضية مأوى للنازحين في مدينة رفح واستدعت تنديدات دولية وصفتها بأنها "مروِّعة".

A young boy stands amid ruins. There is a charred car and a crowd of people behind him.

An Israeli strike on a centre for displaced people killed 40 near the southern city of Rafah, Gaza officials said. Source: Getty / Eyad Baba/AFP

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقاً في الغارة، بعدما قال الأحد إنّه استهدف "بذخائر دقيقة" مسؤولَين في حماس.

ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الضربة بأنّها "حادث مأسوي"، مشيراً إلى أنّ حكومته "تحقّق فيه".

وكانت الحكومة الإسرائيلية أكّدت أنّها تسعى إلى "الحد من الخسائر في صفوف المدنيين".

على المستوى الدولي، أثارت هذه الغارة تنديدات من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وفرنسا، فضلاً عن الولايات المتحدة ومصر وقطر، الدول الوسيطة في جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ نحو ثمانية أشهر.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالضربة الإسرائيلية على مدينة رفح، قائلا في منشور على منصة إكس "لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع".
ودانت الأمم المتحدة "الضربات الإسرائيلية" وحثّت على إجراء تحقيق "شامل وشفاف".

كما دعت واشنطن حليفتها إسرائيل إلى "اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين". وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي إن "الصور الكارثية... تفطر القلب" بعد الغارة التي "أسفرت عن مقتل عشرات الأبرياء الفلسطينيين".

منذ السابع من أيار/مايو، تشنّ إسرائيل عمليات برية في رفح في جنوب القطاع، على الرغم من مخاوف المجتمع الدولي على أرواح المدنيين.

سيل من الجرحى

قالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إنّ "مجزرة رفح" أسفرت الأحد عن "45 شهيداً منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحاً".

وبعد الضربة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بوجود العديد من الجثث "المتفحمة" جراء حريق طال مخيم النازحين الذي تديره وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شمال غرب رفح.
واوضح مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة فرانس برس "انتهت عمليات الإنقاذ والانتشال مساء... شاهدنا جثثا متفحمة وأشلاء، حالات بتر للأطراف، هناك أطفال ونساء وكبار في السن مصابون".

وأضاف المغير "نواجه تحديات كبيرة، نقص الوقود وشح المياه وتدمير الطرقات والبنية التحتية، مما يعيق عمليات التحرك بمركبات الدفاع المدني في المناطق المستهدفة".

وقالت سيدة فلسطينية رفضت الكشف عن اسمها "كنّا قد انتهينا للتو من اداء صلاة العشاء. وكان أطفالنا نائمين... وفجأة سمعنا دوي صوت قوي وشب حريق حولنا. صرخ الأطفال. كان الضجيج يثير الرعب. وبدا وكأن الشظايا تعبر الغرف".

وقال محمد حمد (24 عاماً) "لم يُصب الناس ولم يُقتلوا، لقد احترقوا".

وأضاف "ابنة عمي وهي طفلة لم يتجاوز عمرها 13 عاماً كانت من بين الشهداء، ولم يكن من الممكن التعرّف على ملامحها لأنّ الشظايا هشّمت وجهها".
وقال النازح خليل البهتيني وهو يجمع أمتعته للرحيل "استهدفوا الليلة الماضية الخيمة المقابلة لنا ... حزمنا أغراضنا لكن لا نعرف إلى أين نذهب".

وفي شريط مصوّر نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، يمكن رؤية سيارات إسعاف تهرع الى المكان الذي تعرّض للقصف وترتفع منه ألسنة اللهب وتنقل مصابين بينهم أطفال.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل "سيلاً من الجرحى الذين يعانون من إصابات وحروق"، مضيفة أن "فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح".

واظهرت صور التقطها فريق وكالة فرانس برس في الصباح الباكر بقايا خيام ومركبات متفحمة، وعائلات في وسط الحطام الذي خلفه الحريق.

وجاءت الغارات الليلية على رفح بعدما دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وفي وسط إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت في اتجاه تل أبيب من رفح وأن دفاعاته اعترضت عددا منها.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق "رشقة صاروخية كبيرة" في اتجاه تل أبيب.

تحدٍّ لحكم محكمة العدل الدولية

ندّدت حماس بما وصفته بأنه "مجزرة مروّعة"، بينما اتهمت الرئاسة الفلسطينية في بيان القوات الإسرائيلية "باستهداف... خيام النازحين في رفح بشكل متعمّد".

وتصنّف حماس على أنّها منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

من جهته، استهجن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الضربات الإسرائيلية، في حين وعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنّ بلاده ستبذل "كلّ ما في وسعها" لمحاسبة السلطات الإسرائيلية "الهمجية".

وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية معتبراً الضربة الإسرائيلية في رفح "مروعة".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن "الصور الواردة من المخيم مروّعة وتشير إلى عدم وجود تغير على ما يبدو في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل"، داعياً في الوقت ذاته الفصائل الفلسطينية إلى التوقف عن إطلاق الصواريخ وإلى "إطلاق سراح جميع الرهائن".
كما دان الأردن بشدة استمرار إسرائيل بإرتكاب "جرائم الحرب البشعة" في غزة، معتبراً أنّ الغارة الإسرائيلية "تحدٍّ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كذلك الأمر بالنسبة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، الذي قال إن "إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب وفي تحدّ لحكم محكمة العدل الدولية".

وأمرت محكمة العدل الدولية الجمعة إسرائيل "بوقف فوري" لعملياتها في رفح التي أجبرت هذا الشهر 800 ألف شخص على الفرار، بحسب الأمم المتحدة.

على المستوى ذاته، دانت مصر الوسيط الرئيسي إلى جانب قطر والولايات المتحدة، "قصف القوات الاسرائيلية المتعمّد لخيام النازحين"، مطالبة إسرائيل "بتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية".

وحذرت قطر من أنّ القصف الإسرائيلي على رفح قد "يعقد جهود الوساطة الجارية"، داعية "المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين".
Smoke rises above Gaza
At least 35 people have been killed in an Israeli airstrike in Rafah that hit tents for displaced people. Source: AAP / Haitham Imad
ودانت السعودية "بأشدّ العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي"، بينما ندّدت الكويت بـ"جرائم الحرب الصارخة".

وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي اضطلعت بدور مركزي في عمليات الإغاثة في القطاع المحاصر على منصة إكس إنه "مع مرور كل يوم، يصبح تقديم المساعدة والحماية شبه مستحيل".

وأضاف أن "صور الليلة الماضية هي شهادة على كيف تحولت رفح إلى جحيم على الأرض"، مشيرا إلى "القيود المشددة على الحركة"، والضربات الإسرائيلية وإطلاق حماس للصواريخ، وغيرها من "التحديات... التي لا تسمح لنا بتوزيع المساعدات".

وقال الدكتور صهيب الهمص، القائم بأعمال مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح الاثنين إنه صار الآن خارج الخدمة وجارٍ إخلاؤه بعد أن أصاب القصف الإسرائيلي مدخله و"قتل اثنين من المسعفين".

وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء بطلب من الجزائر لبحث الأوضاع في رفح.

مقتل أحد أفراد حرس الحدود المصري

في غضون ذلك، أعلن الجيش المصري مقتل أحد أفراد حرس الحدود في "إطلاق نار" وقع على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة حيث تتواجد قوات إسرائيلية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش في بيان نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك إن "القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح ما أدى الى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين".
وقبل البيان المصري، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يجري تحقيقاً في "حادثة إطلاق نار وقعت على الحدود المصرية"، مؤكداً وجود اتصالات مع مصر بهذا الشأن.

بدأت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسبب بمقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

واحتُجز خلال الهجوم 252 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 توفوا، بحسب الجيش.

وخلّف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على حماس ما لا يقل عن 36050 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما تحذّر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر، حيث لم تعد معظم المستشفيات تعمل.
LISTEN TO
Kadan image

"التزام اخلاقي سيزيد من الضغط على اسرائيل" ناشط سلام يرحب باعتراف مزيد من الدول بفلسطين

SBS Arabic24

27/05/202416:27

وفي السياق، قال نتانياهو الإثنين أمام أهالي الرهائن "أنا لا أستسلم ولن أستسلم، أنا أقاوم الضغوط الوطنية والدولية".

وفي إطار الضغوط الدبلوماسية، يدخل الثلاثاء قرار إسبانيا وإيرلندا والنروج الاعتراف بدولة فلسطين، حيز التنفيذ، ما أثار غضب اسرائيل.

وطلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاثنين من القنصلية الإسبانية في القدس التوقف عن تقديم خدمات قنصلية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو، "كإجراء عقابي".

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 27/05/2024 9:38am
المصدر: AFP